الخميس، 20 سبتمبر 2012

كيف تجعل تأليف كتابك مهمة سهلة


إنني لست خبيرة في السلوك الإنساني ، و لكنني أستطيع أن أقول أننا – كجنس بشرى – نمونا و ازدهرنا على الروتين. كما أعلم حقيقة أن ولديّ الصغيران يتصرفان بشكل أفضل عندما يعرفان ما الذي عليهما فعله ، و كمثال على ذلك : تأخر فتح المدرسة هذا الصباح لمدة ساعتين بسبب الطقس السيئ ، و ترتب على ذلك أنه بدلا من أن يتناولا إفطارهما في تمام السابعة، ثم الحلوى في السابعة و النصف ، ثم الخروج من المنزل في الثامنة .. رقدت أنا و الطفلين في الفراش حتى السابعة و الربع ، و تناولنا الإفطار في الثامنة ، ثم شاهدنا التليفزيون حتى العاشرة إلا الربع ، و حينها فقط أصبح علينا أن نتحرك بسرعة شديدة لنرتدي ثيابنا ، و نخرج من المنزل في العاشرة. نحن – و الحمد لله – قابلين للتكيف ، و لكن هذا التغيير البسيط جعل الأمور أكثر عصبية ، فكل الأمور المنزلية الصباحية التي اعتدت أن أنهيها قبل الثامنة لم تنتهي حتى الحادية عشرة صباحا.
 
 
و هكذا نرى أن الروتين شيئا رائعا ، حيث أنه يمنحنا إيقاع لنتبعه خلال الأوقات الهامة من اليوم ، بدون أي مجهود أو صعوبة على الإطلاق. و بالتبعية فإن الكتابة هي أحد هذه المهام التي تقوم بها يوميا ، بالضبط كترتيب الفراش أو غسل الملابس. و لكن مع أن معظم الناس يصبحون منتجين أكثر في وجود الروتين ، إلا أنهم لا يجدون تأسيس روتينا معينا مهمة سهلة. الأمر في معظمه يتوقف على إذا ما كنت شخصا يستطيع أن يؤسس روتينه بطريقة أوتوماتيكية أم لا. أنا عن نفسي أقع في التصنيف الثاني بالتأكيد ، فأنا – في الواقع _ لا أستطيع أن أُنشأ روتيني الخاص بالفطرة.
 
دائما أكون مضطرة إلى بذل المجهود حتى أُكوِّن عادات يومية معينة ، تبقيني منظمة و علي الطريق في كتاباتي و في أمور حياتي الأخرى. لو أردت أن أُبقى منزلي نظيفا .. توجب علي أن أعمل علي روتيني ، و لو أردت أن أُحَدِّث مدونتي يوميا ، توجب علي أن أجد مكانا في إيقاع حياتي اليومية لأغرس فيه تلك المهمة ، و لو أردت أن أكتب كتابا ، ينبغي أن أحدد لنفسي وقتا لأنهيه ، ثم أقوم بتقسيم المشروع إلى أقساما صغيرة ، و أضع تلك المهمات في جدولي ، ثم أصب لنفسي فنجانا من القهوة ، و هنا فقط أكون قد وصلت إلي أن أجلس إلى مكتبي صباحا للكتابة. و لأن الحافز يشتعل و يخمد ؛ عندما أشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء ، يقوم الروتين بإرجاعي إلى معدل إنتاجي اليومي بسهولة.
 
إنني عندما أعمل مع طالب أو عميل و أجد أنه يكافح ليجد وقتا يكتب فيه ، أشجعه على أن يُدخل الكتابة في جدوله اليومي ، و لقد اكتشفت في نفسي و في الآخرين أننا عندما نجعل من الكتابة أمرا ضخما ، لا نحقق التقدم الذي نرجوه ، بقدر ما إذا جعلناها أمرا بسيطا عاديا من أمور اليوم ، بحيث نكون قادرين على التكرار يوميا.
 
هنا سأعرض لبعض النصائح التي ستساعدك علي إدماج الكتابة في يومك :
 

* ضع الكتابة في جدولك .

 
مع أنني أعلم جيدا أنه ينبغي عليّ أن أكتب يوميا ، لكنني لازلت أضع الكتابة في الجدول اليومي. في الحقيقة لا أعرف ما السبب الذي يجعل من الأمور المكتوبة أمورا أكثر قابلية للتحقق ، لكن هذا هو الواقع فعلا.
 

* قدِّس وقت الكتابة .

 
كان لدى معلما في المدرسة يقول دائما أن وقت الكتابة أشبه بشعيرة دينية يومية ، و عندما تحيله إلي ذلك ، ستفعله يوميا بنفس الإخلاص ، و ستدخل نفسك في الجو العام بسهولة. كمثال علي ذلك : شغِّل موسيقاك المفضلة .. حضر فنجان قهوتك أو شايك ، أشعل شمعة ، ثم اجلس إلى مكتبك و ابدأ في الكتابة ، ثم عندما تنتهي .. انفخ في لهب الشمعة لتطفئها.
 

* حدد هدفك من الكتابة مسبَّقا.

 
إذا جلست أمام الكمبيوتر قبل أن تحدد عن ماذا سوف تكتب ، ربما أضاع هذا الكثير من وقتك ، و لذلك في نهاية كل جلسة كتابة .. و قبل أن ينقطع تيار الإبداع ، خذ دقيقة لتحدد موضوع كتابتك القادمة ، و من ثَمَّ حينما تفتح هذه المسودة ستعرف بالضبط عن ماذا ستكون كتابتك ، دون أدنى إضاعة للوقت.
 
ما يفعله الكُتَّاب أنهم يكتبون ، حتى و إن كان توفير الوقت لذلك صعبا جدا ، و النجاح – كأن ترى كتابك مكتملا – يحتاج إلى أن تفعل كل ما بمستطاعك لتستمر في الكتابة ، و كلما كتبت أكثر .. كلما ازداد الأمر سهولة.
 

                                                                    مليندا كوب    ..     ترجمة/ محمد أبو الفتوح

0 التعليقات:

إرسال تعليق